لماذا نستيقظ للسحور ولا نستيقظ لصلاة الليل
في شهر رمضان المبارك وفي أيامه السعيدة الطاهرة ولياليه العظيمة
وفي نفحة من نفحات السحور في أفضل وقت لصلاة الليل
لماذا نستيقظ للسحور..ولا نستيقظ لصلاة الليل..(هل اننا نخاف الجوع اكثر مما نخاف الله)
فلماذا في هذا الشهر الكريم الكل يستيقظ وقت السحور ؟
منهم من لا يستيقظ لصلاة الفجر يستيقظ فيه
وترى الناس كلهم أصبحوا مشغولين باعداد الطعام
وكلهم يستيقظون كي يجهزا أنفسهم لليوم المقبل خوفا من الجوع والعطش
وقلة منهم من يستغله أيضا لبعض الأدعية
ألم يفكر الناس في جوع وعطش يوم القيامة ؟
ولماذا فضلوا عطش البدن على عطش الحسنات التي سترويهم يوم الورود ؟
ولماذا بعد حلول الشهر الكريم لا يبقى الناس على هذه الوتيرة ؟
فبدل الإستيقاظ لأكل الطعام
فليستيقظوا من أجل الصلاة
فلو تدرون ما عظمة هذه الصلاة
عندما تستيقظين وتجلسين تناجين ربك تقربا منه وخشية
بأمر لم يفرضه عليكِ بل جعله أفضل هدية لكِ تستطيعين أخذها
هنا يُمتَحَن المؤمنون الذين يريدون وجه الله
وهنا يَعرف المرء مدى حبه لخالقه وإخلاصه له
فما أجملها ان تناجي ربكِ بعد منتصف الليل الحالك
في غياهب ظلمة السماء التي تنيرها النجوم الخفية والقمر المنير
تجلسين وتخاطبينه ولا يسمعكِ أحد غيره
وتكون عيون الخلق غافلة وأنتِ تنظرين بعين الله
فما اجمل هذه اللحظة!!
لماذا لا نكون جميعا هكذا ؟
هل لأننا لم نلمس ثواب الصلاة ؟
ام لأننا لم نعرف ما معنى العقاب ؟
أم اننا نستيقظ للسحور لأننا نحس بالجوع ؟
ولا نقوم للعبادة لأننا لا نعرف لذة العبادة ولا شدة الجزاء ؟
فلينظر كل فرد منا لأعماله التي يعملها
وليراجع حساباته وأفعاله
فهل سيجد أحد منا نفسه بغنى عن هذه الصلاة ؟
أنا لا اعتقد هذا
لأننا كلنا مقصرون في تأدية الشكر
وكلنا مذنبون ومخطئون و ....
فلتكن خطوة نحو صلاح الذات والصدق مع الخالق
فلنتقرب من الخالق الحكيم ببضع ركعات في جوف الليل المظلم
فلعل الله ينير هذا الليل بنور المؤمنين
الذين يهبهم قبسا من نوره حين يدعونه مخلصين له الدين
ولنتخذ أئمتنا مشكاة تنير لنا الطريق
مصباح مستمد من نور الله
فيُظهِر انعكاسا على وجوه المؤمنين
فتُصبح وجوههم مبيضة منيرة
اسألكم الدعاء