صبراً سُليمى لا تزيدي عذابي
لو كانَ شأنيَ ما أطلتُ غيابي
فالنوم قد جافى الجفون وصاحبي
همٌّ أبى أن لا يفارقَ بابي
يا زائري إنَّ الفؤادَ ليَشتكي
والعينُ تبكيَ والأماني صعابِ
والشوقُ يُلهِب في حنايا أضلعي
والقلبُ ملَّ المكثَ في أجنابي
والصبر كأسٌ كم مللنا طعمهُ
مثل الدواءِ إذا ألمَّ مُصابِ
مُــرٌّ لواذعهُ تَغُصُّ حلوقنا
ويُذيبُ من فرطِ الجوى الأعصابِ
يا همُّ رفقاً لا أبى لك إنني
همٌّ عليكَ إذا أرَيتُكَ ما بي
للهِ دَرُّ العاشقينَ فحالهم
حالُ العطاشى والحبيبُ سَرابِ
أيكون للشعر الحزين عذوبةً
ومدادهُ دمعٌ كسى أهدابي
هي أنـَّةٌ في القلب تحرق أضلعي
فنزفتها كالعاشق ِ المُتـَصابي
صبراً سُلَيمى فاللياليَ إن قَسَت
تبقَ الليالِ مطـيَّةُ الأحبابِ
فتقبلي عدل الغرام وجورهُ
إن زاد بعدي أو أطلتُ غيابي
كفي المدامع لا رعى الله الهوى
ففي كل دمعٍ هلَّ منكِ عذابي