مدي بساطي واملائي اكوابي
وانسي العتاب فقد نسيت عتابي
عيانك يابغداد منذ طفولتي
شمسان نائمتان في اهدابي
لاتنكري وجهي فانت حبيبتي
وورود مائدتي وكاس شرابي
بغداد جئتك كلسفينة متعبا
اخفي جراحاتي وراء ثيابي
اناذلك البحار ينفق عمره
في البحث عن حب وعن احبابي
بغداد طرت على حرير عباءة
وعلى ضفائر زينب ورباب
وهبطت كلعصفور يقصد عشه
والفجر عرس ماذن وقباب
حتى رايتك قطعة من جوهر
ترتاح بينك النخل والاعناب
حيث التفت ارى ملامح موطني
واشم في هذا التراب ترابي
لم اغترب ابدا فكل سحابة
بيضاء فيها كبرياء سحابي
ان النجوم الساكنات هضابكم
ذات النجوم الساكنات هضابي
بغداد عشت الحسن في الوانه
لكن حسنك لم يكن بحسابي
ماذا ساكتب عنكي يافيروزتي
فهواك لايكفيه الف كتابي
يغتالني شعري فكل قصيدة
تمتصني تمتص زيت شبابي
الخنجر الذهبي يشرب دمي
وينام في لحمي وفي اعصابي
بغداد ياهزج الخلاخل والحلى
يامخزن الاضواء والاطياب
قبل اللقاء الحلو كنتي حبيبتي
وحبيبتي تبقين بعد ذهابي
عندما اردت
ان اكتب
لااجد سوى هذه القصيدة الجميلة
التي كتبها نزار قباني
لبغداد
في 8 اذار
سنة
1962